لا أحدد يشكك في دور العلوم والتقنيات التي كانت نتاج العصر الذهبي للحضارة الاسلامية والتي ارتكز عليها الاوروبيون للدخول في عصر الأنوار والتصنيع. لعل الرجوع في التاريخ وسرد الأحداث و الحقائق أمر طبيعي لإبراز خصوصيات كل حضارة، ولكن هل نهتم فعلا بالعوامل والأسباب والمناهج المعتمدة لتنمية كل دولة أو حضارة؟.
أهم نقطة تشترك فيها جميع الحضارات ألا وهي الترجمة. فقد بُنِيَتْ الحضارة الاسلامية في الازدهار العلمي والتقني على العلوم السابقة والمستقات من علوم اليونان (الاغريق) والصين وغيرها ... وذلك بفضل العلماء والباحثين الذين عملوا على ترجمة المألفات والكتب والعلوم وتطويرها فيما بعد وإضافة العديد من الاعمال الجديدة ذات المرجع الاسلامي. المنهج نفسه اتبعته أوروبا في تنمية حضارتها بعد سقوط غرناطة وبداية نهاية التواجد الاسلامي بها.
عمل الاوربيون على ترجمة أغلبية المألفات و المراجع العربية إلى لغاتهم واستعمال التقنيات والعلوم الاسلامية وتطويرها.
كان أول هاجز يقف كتحدي هو فهم المراجع والذي بنفسه يرتكز على قدرة القراءة. من هنا تعتبر الترجمة أول طريق نحو النمو العلمي والتقني والادبي إلى غير ذلك. هذا المنهج يفرض شيئا آخر وهو اللغة التي ترتكز عليها الحضارة.